النيابة تسرد التفاصيل الكاملة لاعتقال الشهيد أحمد الخير وأدوار أفراد جهاز الأمن المتهمين بتعذيبه حتى الموت - SUDAFANS

عاجل

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

النيابة تسرد التفاصيل الكاملة لاعتقال الشهيد أحمد الخير وأدوار أفراد جهاز الأمن المتهمين بتعذيبه حتى الموت


\
سردت النيابة العامة أدوار (41) فردا من جهاز الأمن في تعذيب الأستاذ أحمد الخير وآخرين في معتقلات جهاز الأمن، إثر اعتقاله من قبل المتهمين على خلفية قيادته التظاهرات الداعية لإسقاط النظام في موكب (الزحف الأكبر) وحتى وفاته أثناء نقلهم من خشم القربة إلى كسلا.
وقال المتحري أبو بكر عثمان (وكيل ثالث نيابة) عند مناقشته اليوم أمام المحكمة الخاصة برئاسة قاضي الاستئناف الصادق عبد الرحمن الفكي بمجمع محاكم وسط أم درمان، بواسطة ممثل الاتهام عن الحق العام مولانا الطاهر عبد الرحمن أن المجني عليه (أحمد الخير) عاد لخشم القربة بعد قضاء إجازته بولاية الخرطوم، وفي ذات اليوم وعند العاشرة مساءً تم اعتقاله من أمام صيدلية بواسطة عربة بوكس يقودها المتهم الأول ومعه ثلاثة آخرون، وعند القبض عليه قاموا بضربه وعند محاولته الهرب قام أحدهم بركله ورفعه على متن العربة وكان معه ثلاثة معتلقين آخرين واستمرت المجموعة في ضربه والإساءة له حتى وصوله لمباني جهاز الأمن بخشم القربة.
وأضاف أنه وبعد وصول المعتقلين لمبنى جهاز الأمن تم عزل المجني عليه عن بقية المعتقلين، وكشفت التحريات أن المتهم (37) كان يقوم بضربه ويقول له: “أنا ملك الموت”، واستمر في ضربه لفترة من الزمن، حتى اصيب بإعياء شديد وشكا لزملائه بأن المتهم الأول قام بضربه، وأشار المتحري بأن المعتقلين مكثوا ليلة الخميس من دون تناول أي وجبة عدا شرب الماء، وفي اليوم الثاني أحضرت إليهم وجبة (فتة فول) عليها جبنة، وعندما تناولها أحد المعتلقين اكتشف أنها (مخمرة) ونبه البقية، عندها اخبروا المتهم (40) بذلك وطلبوا منه إحضار وجبة اخرى، ووعدهم بإحضارها عقب صلاة الجمعة، وطلبوا من المتهم الأول إخراجهم لأداء الصلاة بالمسجد إلا أنه رفض، وأقاموها بالحراسة بإمامة المجني عليه (أحمد الخير).
ووصف المتحري للمحكمة التعذيب الذي تعرض له المعتقلون من لحظة وصول قوة من رئاسة جهاز الأمن كسلا بعد صلاة الجمعة وحتى ترحيلهم بعد المغرب، حيث أمر المتهم الأول رئيس الوحدة المتهم (37) بفتح باب الحراسة، بوجود المتهمين الثاني والثالث الذي قال عندما شاهد المعتقلين: “الصعاليق ديل مالم نضاف كدا”، وأضاف: “الليلة حنعمل ليكم حفلة”.
وعند خروج المعتقلين من الحراسة وجدوا قوة كسلا تقف في شكل دائرة وهجمت عليهم ضربا بالخرطوش الأسود وال(بي بي آر) ، ثم طلبوا منهم الاستلقاء على الأرض والزحف على (الضريسة)، وركلهم (بالبيوت)، مؤكداً أن التحريات مع شهود الاتهام المعتقلين، كشفت أن (4 إلى 5) من المتهمين كانوا يضربون معتقلا واحدا ويتبادلون ضربه فيما بينهم مع استجوابهم من قبل المتهمين الثاني والثالث، بحضور الأول، كاشفاً أن المتهم الرابع أعطى تعليمات لأفراد القوة بأخذ المجني عليه (أحمد الخير) وآخرين إلى خلف المكاتب وهنالك قاموا بضربه بعد أن طلبوا منه خلع بنطاله، وقام برشه بالتراب في وجهه، وذكر له أحد الشهود أن المتهم الثالث طلب من السادس إحضار سيخة من العربة وبعدها سمعوا صوت صراخ المجني عليه وبعدها أعادوه، واصفاً حالته بأنه كان لا يدلي بأي أقوال ولا يستطيع المشي، ونفى المتحري محاولة أي متهم إسعاف المجني عليه بالرغم من قرب مستشفى خشم القربة (تبعد حوالي 40 متراً تقريباً من مبنى جهاز الأمن)، مؤكداً أن الضرب كان شديد وفي جميع أجزاء أجساد المعتقلين.
وذكر المتحري في مناقشته عند ترحيل المعتقلين لمدينة كسلا، أن القتيل أحمد الخير لم يكن يستطيع القيام، وقبل تحرك العربة طلب من أفراد القوة الذهاب لدورة المياه وهناك سقط داخلها، وبعدها أُخذ إلى العربة برفقة اثنين من المعتقلين، لافتاً إلى انه وفي طريقهم كانت المجموعة التي معه في العربة تقوم بضربهم بالخراطيش في دبورهم.
وقال المتحري عند مناقشته: قبل وصول المعتقلين لرئاسة كسلا شعر أحدهم (كان مع القتيل بالعربة) بوفاته، فأخبر أفراد القوة عندها ذكر له المتهم السادس عبارة: “دا ما بموت وكلكم ماشين كسلا عشان تموتوا” بعدها حضر المتهم الثالث وقام بضرب القتيل على خده وقال لمن معه: “الزول دا في غيبوبة”، عندها اتصل الملازم (المتهم الثالث) بمكتب كسلا وطلب منهم تجهيز عربة، لافتا إلى أنه وبعد وصول القوة لرئاسة كسلا قامت بإنزال المتهمين وبواسطة عربة بوكس نقل المجني عليه للمستشفى وهو لا يدلي بأي أقوال وبعد عشر دقائق أخطرهم الطبيب بأن الشخص متوفى.
الآثار الصحية التي صاحبت بقية المعتقلين
وأشار كشف المتحري الثالث إلى أن (3) من المعتقلين حدثت لهم انتكاسة جراء التعذيب الذي تعرضوا له من قبل المتهمين، حيث مكث احدهم بمستشفى رويال كير لمدة (21) يوما يعاني من مرض الفشل الكلوي، بينما تعرض الثاني لكسر حاد في العضلات أقعدته بالعناية المكثفة لمدة أسبوع وثمانية أيام داخل العنبر بمستشفى فضيل بالخرطوم، فيما مكث ثالث بمستشفى القضارف قرابة الشهر ، بينما أصيب بقية المعتقلين بجروح وسحجات وكدمات نتيجة الضرب ومكثوا في منازلهم، ونفى المتحري تعرض أي من المعتقلين للاغتصاب.
إعطاء التعليمات بالضرب
وأكد من خلال رده على أسئلة رئيس الاتهام عن الحق الخاص الأستاذ ساطع الحاج، أن المتهم الأول رئيس وحدة جهاز الأمن بخشم القربة هو من أعطى التعليمات للمتهمين الثاني والثالث بضرب المعتقلين، وبدورهما قاما بإعطاء تعليمات لقواتهم بالضرب، مؤكدا بأن المتهمين الثلاثة الأوائل اشتركوا في ضرب المجني عليه بالخرطوش الأسود، مشيرا إلى أن بعض المتهمين(من وحدة خشم القربة) عندما شاهدوا الضرب العنيف على المعتقلين تحدثوا مع المتهم الأول خوفا من تعرض أحدهم للأذى أو القتل إلا أنه امرهم بعدم التدخل، لافتا بأن المتهمين (32/38) لم يشاركا في ضرب المعتقلين، وأكد المتحري للمحامي ساطع الحاج أن المجني عليه أحمد الخير مصنف سياسيا ويتبع لحزب المؤتمر الشعبي، لافتا بأنه ومن خلال طابور الشخصية تعرف شهود الاتهام على (13) متهما، وإلى أن أيا من المتهمين لم يبلغ الشرطة بما تعرض له المعتقلون، كما لم تقيد أي دعوى من قبل جهاز الأمن ضد المعتقلين.
وختم ساطح الحاج مناقشته للمتحري بعبارة: “المجد والخلود للشهيد أحمد الخير”.
وأكد المتحري لمحامي دفاع المتهم الأول، أن المتهم كان يجلس أمام مكتبه ويشاهد ضرب المعتقلين ويقوم باستجوابهم، نافيا إصداره تعليمات لأفراد قوة خشم القربة بقتل المجني عليه، موضحا أن القوة حضرت من مدينة كسلا بناء على تعليمات من ضابطين بالرئاسة نتيجة لوجود مظاهرات في محلية خشم القربة، مؤكداً ان الهدف من حضورها ترحيل المعتقلين الموجودين في مباني جهاز وحدة خشم القربة، موضحاً أن فض الشغب والتظاهرات من اختصاص الشرطة وليس القوات النظامية الأخرى.
وأكد المتحري من خلال رده على محامي الدفاع أن جميع المتهمين عدا الأول قالوا إن المجني عليه وصل للمستشفى حياً وتوفى به، كاشفاً عن تصوير الجثمان من قبل ذوية، لافتا بأن تمزيق ملابسه تم بواسطة الطبيب الشرعي، وأن المتهمين قدموا للمحكمة العسكرية بتهمة ضرب شخص وقتله، نافيا علمه بما حدث في المحكمة وذكر أنه لم تقدم له أي مستندات بالخصوص.
وقال المتحري إن طابور الشخصية تم ل(26) متهما من قوة رئاسةجهاز الأمن كسلا، واكد المتحري لقاضي المحكمة أن المتهمين لم يقدموا أمرا باعتقال المجني عليه أو أمرا بالقبض في مواجهة المعتقلين.