عثمان ميرغني يكتب : انتهى عهد الهروب الرئاسي!! - SUDAFANS

عاجل

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019

عثمان ميرغني يكتب : انتهى عهد الهروب الرئاسي!!



يبدأ الدكتور عبد الله حمدوك سلسلة رحلات خارجية تشمل الشقيقة مصر ثم فرنسا ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمخاطبة الأمم المتحدة.. ليرتاح السودان أخيرا، من رحلات المخلوع التي تكلِّف الخزينة أموالا هائلة بسبب الحاجة للتخفي والهروب من المصائد المنصوبة له في الأجواء الدولية للقبض عليه..
في رحلة شهيرة إلى الصين، كانت العاصمة الإيرانية طهران المحطة الأولى للرئيس المخلوع.. وبعدما غادرها متجها إلى الصين وعند عبوره أجواء دولة “تركمستان” طلب برج المراقبة من الطائرة تخفيض الارتفاع، فما كان من الكابتن إلا أن هرب بسرعة عائدا إلى طهران لأنه أدرك أن الارتفاع الذي طلبه برج المراقبة هو المدى المناسب للطيران العسكري لاعتراض الطائرة الرئاسية. واضطر لتغيير خط السير ليعبر فوق الأجواء الهندية في استدارة طويلة..
وظل الوضع كذلك، أحيانا يتخفى في طائرات تتبع لدول أخرى، مثل ما فعل في زيارته الشهيرة إلى روسيا التي طلب فيها من بوتين الحماية.. ورغم ما تكبده رحلة الهروب الطويلة هذه من أموال ضخمة يدفعها الشعب السوداني من حر مال فقره المدقع إلا أن المخلوع لم يكن قادرا على مقاومة حبه للتسفار، فذهب لحضور نهائي المونديال في موسكو، وكان مفجعا للسودانيين أن يروا رئيسهم في المقصورة الرئيسية منزويا بعيدا – مثل “فضولي” في مجلة ماجد- وسط غمار الضيوف حتى لا يكتشفه الرئيس الفرنسي الذي كان ضيفا على موسكو أيضا..
الآن بحمد لله، أنعم الله علينا برئيس بإمكانه ركوب حتى الطائرات التجارية العادية وزيارة أي مكان في العالم رافع الرأس.. بلا حاجة لـ”طاقية الإخفاء”.. ولو لم تحقِّق ثورة ديسمبر المجيدة سوى رفع هذا العار من جبين الشعب السوداني لكفاها..
ومع ذلك!!
السفر ليس غاية في ذاته.. فما الذي يمكن أن نجنيه من مثل هذه الدبلوماسية الرئاسية، عندما يسافر رئيس وزراء حكومة الثورة بنفسه إلى دولة ثقيلة الوزن في المجتمع الدولي؟
عالم اليوم يدار بلغة وروح الأعمال “البزنيس”، صحيح تبعث الدول بباقات الورود الدبلوماسية عندما يزورونا وينقلون لنا إعجابهم بثورتنا، لكن كل هذا مجرد باقة ورد ويبقى المحك في ما يدور داخل الغرف المغلقة..
في عالم اليوم لا أحد يفكر للآخر.. (قل لي ماذا تريد مني.. وسأقول لك ماذا أريد منك) بصورة مباشرة سافرة.. خذ وهات.. وفي سياق مثل هذه الروح لا مكان لمن يبحث عن العواطف الدولية ويكاد يقول (أعطوني “المنيو” لأختار منه ماذا أريد)..
لا بد أن يحمل “حمدوك” في حقيبته خطة واضحة سافرة مباشرة.. في كل محطة يهبط فيها هو جاهز ليقول بلسان مبين، نريد هذا مقابل هذا.. فيصبح السؤال الحتمي.. ما هي خطتنا التي نواجه بها العالم الآن؟ ماذا نريد من مصر؟ من فرنسا؟ من أمريكا؟ من الأمم المتحدة؟.
حسنا؛ وما هي المؤسسة التي درست وصممت هذه الخطة؟.