المفوّض المالي لقنوات”طيبة” يقر بتلقيها أموالاً أجنبية خارجية لتمويل جماعات متطرّفة - SUDAFANS

عاجل

الأربعاء، 8 أبريل 2020

المفوّض المالي لقنوات”طيبة” يقر بتلقيها أموالاً أجنبية خارجية لتمويل جماعات متطرّفة


اقر المفوّض المالي والإداري للشركة المالكة لقنوات”طيبة” ماهر أبو الجوخ، عن تلقي المؤسسة أموالاً من جهات أجنبية خارجية لتمويل جزء من برامجها وأنشطتها الإعلامية لخدمة أجندة جماعات متطرّفة.
جاء ذلك في تصريح نشرته صحيفة الانتباهه اليوم الخميس حيث كشف الجوخ ، بوجود صعوباتٍ في متابعة الدورة المستندية والتفاصيل المالية المتعلقة بشركة”الأندلس”.

وقال إنّه لا توجد مستندات أو معلومات توضّح التفاصيل المالية.
وأضاف” تمّ الإخفاء والتخلّص من كلّ المستندات الموجودة بمقرّ شركة”الأندلس”.
وفي يناير الماضي فجر حديث القيادي الاسلامي والنائب الاول للرئيس المخلوع علي عثمان محمد طه أزمة جديدة بالنسبة لقناة طيبة الفضائية التي ظلت تنفي كل الاتهامات المنسوبة اليها من قبل الرئيس المخلوع عمر البشير الذي قال اثناء محاكمته إن بعض الأموال التي تحصل عليها أعطى منها قناة طيبة متمثلة في صاحبها الداعية الاسلامي عبد الحي يوسف الامر الذي جعل الاخير يصعد المنابر ليقسم ويُشهد الله ان قناة طيبة لم تستلم جنيها واحداً.
وكان حديث عثمان محرجاً للقناة ولصاحبها حيث أقر بدعم المؤتمر الوطني لقناة طيبة الفضائية وقال ضمن تسجيل بثته قناة العربية ضمن سلسلة حلقات وثائقية تحت عنوان الأسرار الكبرى لحركة الإخوان المسلمين في السودان: (لازم تعرفوا أن قناة طيبة دي إذا بتصرف 100 جنيه، الدولة تدفع فيها 90 جنيه، دي قناتنا، سيسألونك لماذا أعطيتها لعبد الحي؟، من الذي ذهب لعبد الحي ورفض اعطائه فرصة لبث مادته؟).
وكان وزير الإعلام فيصل محمد صالح في وقت سابق أصدر قراراً بإيقاف منصة بث شركة الأندلس للإنتاج الإعلامي والتوزيع المحدودة، المالكة لقنوات طيبة الفضائية، والتي تسمح من خلالها ببث أكثر من عشر قنوات غير مرخص لها من قبل السلطات السودانية.
عقب إفادات للرئيس المعزول عمر البشير الذي ذكر خلال محاكمته أن قناة طيبة الفضائية التي لديها دور دعوي في الدعوة للإسلام في إفريقيا، تسلمت 5 مليون دولار من جملة أموال كانت محل الاتهام.
وبعد تصريحات علي عثمان لقناة العربية قالت قناة طيبة الفضائية عبر بيان رسمي انها ظلت تراقب الهجوم الشرس الذي تتعرض له والاتهامات التي تطالها في بعض الصحف ووسائط التواصل الاجتماعي، دون وجه حق أو مستند أخلاقي أو قانوني.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد شنت هجوماً عنيفاً على القناة بعد ان ذكر القيادي بالحركة الاسلامية علي عثمان محمد طه ان الدولة تدفع 90% من منصرفات القناة في تسجيلات مسربة بثت على قناة العربية.
وقبل اشهر هرب رجل الدين المتشدد عبدالحي يوسف الى خارج السودان بحجة تسجيل برنامج ديني من تطورات الاوضاع بعد رفع قضايا من قبل منظمة سودانية ضده بتهم متعلقة بالفساد تمهيدا لمحاكمته وحينها قالت المصادر ان عبدالحي يوسف غادر البلاد لمقابلة قيادات اخوانية تزامنا مع احاديث عن مخطط لتفجير الوضع امنيا في الخرطوم .
وواجه عبدالحي يوسف بلاغ عقب اتهامه لوزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي بالردة والخروج عن ملة الاسلام بالاضافة الى اشانة السمعة واثارة وتحقير المعتقدات والشعائر الدينية، كما أعلنت منظمة زيرو فساد اليوم فتح بلاغ جنائي ضده بتهمة الثراء الحرام.
ويرى مراقبون ان ظهور عبدالحي يوسف بهذه الصورة التحريضيه والمتطرفة في الوقت التي تخضع فيها البلاد لمراقبة دولية ترقبًا لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تعد سابقة خطيرة ومهددة لقيام الدولة المدنية التي يحلم بها السودانيون منذ اندلاع الثورة في ديسمبر الماضي .
ويقود عبدالحي يوسف ثورة مضادة لتصوير الاحداث باعتبارها مواجهة مع الدين لا مع ثورة قامت ضد نظام فاسد فشل في تحقيق الاستقرار لمواطنيه ولا مع حكومة انتقالية جاءت لإصلاح ما أفسده النظام المخلوع.
وظل عبدالحي يوسف، منذ اندلاع الثورة في السودان حتى سقوط النظام في ابريل يحرض الشارع ضد الثوار بذريعة نصرة الشريعة ومحاربة العلمانية رغم ان الثورة قامت اعتراضا على الفساد والاستبداد والقمع باسم الدين وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ولم تكن القضية تخص شريعة استخدمها نظام البشير للحفاظ على شرعية كاذبة تبرر انتهاكاته لحقوق الإنسان واحتضانه لجماعات الإرهاب.
وكان عبدالحي يوسف قد أصدر فتاوى دينية لدعم نظام البشير المخلوع منها فتوى تكفير من يخرجون في مظاهرات دعت لها الحركة الشعبية عام 2009 لتعديل عدد من القوانين.
ورغم محاولات يوسف المستميتة للتبرؤ من الإرهاب، وتكرار صفحته على موقع فيسبوك رفض العنف والدعوة إلى الله بالحسنى، إلا أن هناك فيديو شهيرا للرجل يخرج فيه مؤبنا أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، عقب الإعلان عن مصرعه في مايو 2011، معتبرا إياه شهيدا عظيما يمثل الإسلام الحقيقي، وحلل له تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في أحداث سبتمبر 2001.
وقال عبد الحي يوسف عن اسامة بن لادن حينها “لا يفرح بموته مؤمن أبدا. فهذا الرجل جاهد في الله حق جهاده. وكان شوكة في حلوق أعداء الله. أسامة بن لادن أخونا وولينا.. كان في حياته مصدر رعب للكفار والمنافقين وكذلك يوم مماته، فاليوم تسمعون عن سفارات أغلقت أبوابها ودرجات استعداد رفعت، لأنه صدق ما عاهد الله عليه.. عاش لأمته وعاش من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا”.
يسير الرجل على درب يوسف القرضاوي القطري الإخواني المصري، حيث يطوّع الدين لخدمة توجهات سياسية، ويستغل النصوص لدعم بقايا الإسلاميين في النظام السوداني، كاشفا وجهه على حقيقته ليبدو في مواجهة التعددية والديمقراطية.
يمتلك تأثيرا قويا على مريديه من الإسلاميين وفي مقدمتهم الإخوان الذين كانوا يتصدرون المشهد السوداني ويناورون حاليا للبقاء تحت لافتات حماية الدين، ونصرة الشريعة من هجمة العلمانية.
وعبد الحي معروف بعلاقته القوية بتنظيم القاعدة ووصف زعيم التنظيم أسامة بن لأن بأنه ولي أمره، وقال خلال كلمة له لتأبين بن لادن: “إن المقام مقام قوة وجهر وأنهم جاءوا ليؤكدوا للعالم أن إخوان أسامة ماضون في طريقه”، واتهمه الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي الوطني العقيد أحمد المسماري في كلمة ألقاها في القاهرة، بأنه مرتبط بتنظيم داعش بدليل زيارته لليبيا لتقديم محاضرات لتعبئة الدواعش وتحريضهم على قتال الجيش الليبي.
وسبق أن حرض عبد الحي طلاب جامعة الخرطوم على حرق “معرض الكتاب المقدس” عام 1998 كما أصدر فتوى تكفر كل من ينتمي للأحزاب العلمانية ويدعو للديمقراطية والاشتراكية والمساواة بين الرجال والنساء.
وعبد الحي أجاز في إحدى فتاويه المثيرة للجدل بجواز العمليات الانتحارية باستخدام حزام ناسف، بقوله إن دخول المنتحر وسط مجموعة من اليهود وتفجير نفسه بهم يعد عملية استشهادية.
ارتبط يوسف بمصالح مالية ومكاسب عديدة مع نظام البشير من خلال فضائية “طيبة” السودانية التي تمتلكها قناة الأندلس، وهي قناة يمتلكها عدد من الأشخاص، من بينهم عبدالحي يوسف نفسه، إلى جوار علي البشير، شقيق الرئيس المخلوع وقد حصلت القناة على ترخيص بالبث بتدخل مباشر من الرئيس المخلوع.
وهناك معلومات متداولة عن مكاسب أخرى حصل عليها نتيجة قربه من نظام البشير تمثلت في تمتعه بـ14 وظيفة رسمية وشبه رسمية، جنى من ورائها مكاسب كبيرة. ولتلك الأسباب تحفظ الكثير من أساتذة الجامعة على قيام الرجل بالتدريس في جامعة الخرطوم، لأنه غير مؤهل للتدريس في الجامعة، ولم يتمكن من الحصول على درجة الدكتوراه