السودان: التطبيع مع إسرائيل .. كشف المستور في الملف الملغوم - SUDAFANS

عاجل

الخميس، 20 أغسطس 2020

السودان: التطبيع مع إسرائيل .. كشف المستور في الملف الملغوم



كلمة قالها وزير الأستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين على الفضاء الطلق في تل أبيب حركت مياه البحر الميت المالحة ومياه نهرالنيل العذبة، وأثار ردود فعل سياسية واسعة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي عن قرب توقيع اتفاق مع السودان لن يتجاوز حدوثه نهاية العام الجاري وأن البعثات من كل الطرفين تواصل الاستعدادات على قدم وساق للتوصل إلى اتفاق وشيك. لقراءة دلالات وارهاصات تطبيع العلاقات بين تل أبيب والخرطوم بعد تصريح وزير الأستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين والمتحدث بإسم الخارجية السودانية المقال حيدر بدوي الصادق بأن بلاده تتطلع لإتفاق سلام مع إسرائيل قائم علي الندية ومصلحة السودان دون التضحية بالقيم والثوابت وأن الخارجية تتطلع لقيادة الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي من أجل توقيع اتفاق سلام.
يرى الخبراء فى العلوم السياسية والدراسات الإستراتيجية طرح عدة أسئلة والإجابة عليها بشفافية وبكل وضوح هل من مصلحة السودان معاداة إسرائيل؟ وما هو موقف الشعب السوداني تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟ وما هي مصلحة السودان من تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟ ولماذا تتخوف الحكومة الإنتقالية من كشف حقيقة ما يدور في خفاء بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
يرى الخبراء أن رغبة إسرائيل بناء سلام مع السودان وتعزيز المصالح الاقتصادية في ظل الصراع الدائر بين شركاء حكومة الفترة الإنتقالية (المدنيين والعسكريين)، حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل يعتبر لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو فى أوغندا خطوة شجاعة واستكمالاً لرحلة التطبيع التي بدأت منذ عهد النظام السابق لتحقيق المصالح العليا للبلاد الأمر الذي يحتاج إلى قرارات جريئة للصعود من الدائرة المظلمة إلى آفاق ارحب والتحول الديمقراطي والأندماج في المحيط الدولي والاقليمي.
ويعتقد الخبير في الدراسات الإستراتيجية دكتور عبدالمجيد عبدالرحمن أن تنصل الخارجية السودانية من تصريحات المتحدث بإسم الخارجية المقال حيدر بدوي الصادق بأن أمر العلاقات الخارجية مع إسرائيل لم تتم مناقشته في وزارة الخارجية بأي شكل كان ولم يتم تكليف السفير حيدر للإدلاء بأن تصريحات فى هذا الشأن يكشف عن مدى التخبط وتضارب وتباين في الخطاب الحكومي، وأن الوزارة أصبحت فوضى وما يجري فيها غير مفهوم بالنسبة للشعب السوداني.
وفي ذات الاتجاه يرى الخبير في العلوم السياسية د. محمد تورشين أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل قد تمت منذ أن عبر الطيران الإسرائيلي أجواء السودان من تل أبيب إلى أمريكا اللاتينية كمؤشر لتطبيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين علماً بأن السودان في انتظار اعفاءه من الديون المتراكمة من الحكومات السابقة ورفع إسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومعالجة الأزمة الاقتصادية والاندماج في المحيط الدولي.
من جانبه دعا الخبير والمحلل السياسي رئيس تجمع الوفاق السوداني الاستاذ محمد الحسن الصوفي المكون المدني في حكومة حمدوك للبعد عن الصراعات، مبيناً أن الحكومة الانتقالية أصبح معظم وزرائها يغردون خارج سرب الوطن وقضاياه الحقيقية وأصبحت قحت منبراً للصراع والتشاكس منوهاً إلى أن تضارب التصريحات في وزارة الخارجية حول التطبيع مع إسرائيل تعتبر فضيحة سياسية تنفيذية بإمتياز.