البخار الذي اكتظت به أجواء مدينة بابنوسة، في ظهيرة الثامن من مارس الجاري، كان إيذاناً لانطلاقة صافرة مصنع ألبان بابنوسة، وعودة الحياة إلى الماكينات العملاقة التي عانقت التشغيل بعد غياب (24) عاماً من التوقف، مما جعل المواطنين في فرحة هستيرية، يهتفون ويذرفون الدموع، وكان لقدامى عمال ومهندسي المصنع القدح المعلى في إعادة تشغيل المصنع، ساهروا وعملوا بصمت حتى تحقق حلمهم، (آخر لحظة) تكشف تفاصيل قصة العودة.
تقرير: عيسى جديد
حكومة ولاية غرب كردفان بقيادة الوالي المكلف اللواء عبد الله محمد عبد الله، التزمت بالتمويل وتوفير كل احتياجات التشغيل التجريبي ومن ثم الدخول لدائرة الإنتاج الفعلي عبر توريد مادة الصمغ العربي وتحويلها من مادة خام إلى مادة بدرة جاهزة للتصدير الداخلي والخارجي كقيمة مضافة يستفيد منها السودان.
* أصل الحكاية
يقول مدير مصنع ألبان بابنوسة الحالي سيد علي نمر لـ(آخر لحظة) إنه تابع ملف تشغيل المصنع بعد أن توقف في مطلع التسعينيات عقب إنتاجه للكركدي، وأوضح أن المصنع أصبح يتبع لإدارة الولاية بقيادة والي ولاية غرب كردفان المكلف، اللواء عبد الله محمد عبد الله، والتي وضعته في أولوياتها وكلفت قدامى المهندسين والإدرايين بالبدء في العملية التشغيلية التجريبية التي نجحوا فيها، ويضيف نمر أنهم فخورون بعودة المصنع للعمل رغم حاجته الآن إلى صيانة المولد الكهربائي المشغل إلى حين دخول بابنوسة نطاق الشبكة القومية للكهرباء لتقليل تكلفة التشغيل للمصنع، وأكد أن (60%) من مشكلة تكلفة تشغيل المصنع تحل بالكهرباء، وقال نمر إن الوحدات الست بالمصنع جاهزة للعمل من غلايات ومولدات وأحواض تجفيف، وإن الأيام القادمة ستشهد البداية الفعلية للمصنع في الإنتاج الفعلي لبدرة الصمغ العربي بعد أن نجحوا في إعادة الماكينات والغلايات للعودة للعمل عبر العمال والمهندسين القدامى الموجودين بالمنطقة حتى الآن، وختم حديثه بالقول نحن الآن جاهزون للتشغيل التجريبي الثاني بعد أيام، بحضور وزارة الصناعة وحكومة الولاية.
* أسباب الإنشاء والتوقف
فيما يقول الإعلامي التهامي بابنوسة إن المصنع تم إنشاؤه في بداية الستينيات، وتحركت محركات التشغيل بالمصنع في منتصف الستينيات، ويضيف أن اختيار مدينة بابنوسة، ليكون المصنع بها يعود لموقعها الجعرافي وتوسطها مناطق تجمع العرب الرحل وربطها بين الوسط والغرب والجنوب ووجود وسائل نقل: قطارات، سيارات، فضلاً عن أنها اختيرت من ناحية جيولوجية لوجود الماء الجوفي، مؤكداً أن بئر المصنع لا زالت تعمل، مشيراً إلى أنها من أنقى المياه في المنطقة.
وحول دواعي الإنشاء يشير التهامي إلى أن إنشاء المصنع ببابنوسة، جاء لتوطين العرب الرحل والاستفادة من الأبقار ومنتجاتها وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية، مؤكداً أنها أنسب مكان وبيئة.. ويوضح بأن المصنع بدأ العمل في تجفيف الألبان وهذا هو الغرض من الإنشاء، بجانب توفر الخدمات لعامليه ومهندسيه من حي سكني يسمى حي المصنع، مؤهل تماماً من حيث البنيات والتأسيس وبه مولد كهرباء كان يعمل (24) ساعة والمياه أيضاً (24) ساعة، ويكشف التهامي لـ(آخر لحظة) عن خط سكة حديد يربط المصنع بمحطة بابنوسة، وأشار إلى أن كل هذه الأشياء انهارت بفعل الإهمال وأن أول مدير للمصنع هو الرشيد عبد الماجد، ولفت إلى أن المصنع كانت به استراحة كبار الزوار، يستضاف فيها المسؤولون حتى رئيس الجمهورية، وكانت هنالك أكبر مكتبة بالمصنع من أكبر المكتبات بالسودان بعد مكتبة جامعة الخرطوم، وكان لها إدارة ورواد من المدينة وضواحيها.. بجانب نادٍ رياضي اجتماعي ثقافي هو (نادي الترس الرياضي) والذي يعتبر من أعرق الأندية الرياضية ببابنوسة، تأسس عام (64)، ويمضي إلى أنه كان بالمصنع فرقة موسيقية على مستوى السودان، بها كل آلات العزف ومسرح وملعب كرة طائرة وسلة وتنس طاولة. ويضيف التهامي أن من أسباب الفشل والتوقف هو أن العرب الرحل لم يعتادوا على الاستقرار وفشلت التجربة والإدارة لم تفكر في إنشاء مزارع للأبقار لتوفير الألبان ولم تستطع إقناع العرب الرحل على الاستقرار، لأن تكلفة الإنتاج عالية علاوة على عدم وجود طرق معبدة من مكان الإنتاج إلى المصنع.
* الحلول الآن
الكثير من الحلول بعد نجاح التجربة التشغيلية للمصنع وبعد انطلاقة صافرة التشغيل التجريبي وهدير ماكينات الغلايات على طاولة حكومة ولاية غرب كردفان، حتى تفعل دائرة الإنتاج، وذلك بتوريد الصمغ العربي وتجفيفه وتصديره، بعدها يمكن الاستفادة من المصنع في تجفيف الألبان أو الكركدي أو أي مادة أخرى يستفاد منها وإنتاجها كمادة بدرة جاهزة للتصدير وليس كمادة خام كما في السابق، ليكون منتجاً سودانياً كامل يستفاد من قيمته المضافة، بجانب فتح باب سوق العمل للعديد من المواطنين من عمال وموظفين ومهندسين وتجار
* أصل الحكاية
يقول مدير مصنع ألبان بابنوسة الحالي سيد علي نمر لـ(آخر لحظة) إنه تابع ملف تشغيل المصنع بعد أن توقف في مطلع التسعينيات عقب إنتاجه للكركدي، وأوضح أن المصنع أصبح يتبع لإدارة الولاية بقيادة والي ولاية غرب كردفان المكلف، اللواء عبد الله محمد عبد الله، والتي وضعته في أولوياتها وكلفت قدامى المهندسين والإدرايين بالبدء في العملية التشغيلية التجريبية التي نجحوا فيها، ويضيف نمر أنهم فخورون بعودة المصنع للعمل رغم حاجته الآن إلى صيانة المولد الكهربائي المشغل إلى حين دخول بابنوسة نطاق الشبكة القومية للكهرباء لتقليل تكلفة التشغيل للمصنع، وأكد أن (60%) من مشكلة تكلفة تشغيل المصنع تحل بالكهرباء، وقال نمر إن الوحدات الست بالمصنع جاهزة للعمل من غلايات ومولدات وأحواض تجفيف، وإن الأيام القادمة ستشهد البداية الفعلية للمصنع في الإنتاج الفعلي لبدرة الصمغ العربي بعد أن نجحوا في إعادة الماكينات والغلايات للعودة للعمل عبر العمال والمهندسين القدامى الموجودين بالمنطقة حتى الآن، وختم حديثه بالقول نحن الآن جاهزون للتشغيل التجريبي الثاني بعد أيام، بحضور وزارة الصناعة وحكومة الولاية.
* أسباب الإنشاء والتوقف
فيما يقول الإعلامي التهامي بابنوسة إن المصنع تم إنشاؤه في بداية الستينيات، وتحركت محركات التشغيل بالمصنع في منتصف الستينيات، ويضيف أن اختيار مدينة بابنوسة، ليكون المصنع بها يعود لموقعها الجعرافي وتوسطها مناطق تجمع العرب الرحل وربطها بين الوسط والغرب والجنوب ووجود وسائل نقل: قطارات، سيارات، فضلاً عن أنها اختيرت من ناحية جيولوجية لوجود الماء الجوفي، مؤكداً أن بئر المصنع لا زالت تعمل، مشيراً إلى أنها من أنقى المياه في المنطقة.
وحول دواعي الإنشاء يشير التهامي إلى أن إنشاء المصنع ببابنوسة، جاء لتوطين العرب الرحل والاستفادة من الأبقار ومنتجاتها وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية، مؤكداً أنها أنسب مكان وبيئة.. ويوضح بأن المصنع بدأ العمل في تجفيف الألبان وهذا هو الغرض من الإنشاء، بجانب توفر الخدمات لعامليه ومهندسيه من حي سكني يسمى حي المصنع، مؤهل تماماً من حيث البنيات والتأسيس وبه مولد كهرباء كان يعمل (24) ساعة والمياه أيضاً (24) ساعة، ويكشف التهامي لـ(آخر لحظة) عن خط سكة حديد يربط المصنع بمحطة بابنوسة، وأشار إلى أن كل هذه الأشياء انهارت بفعل الإهمال وأن أول مدير للمصنع هو الرشيد عبد الماجد، ولفت إلى أن المصنع كانت به استراحة كبار الزوار، يستضاف فيها المسؤولون حتى رئيس الجمهورية، وكانت هنالك أكبر مكتبة بالمصنع من أكبر المكتبات بالسودان بعد مكتبة جامعة الخرطوم، وكان لها إدارة ورواد من المدينة وضواحيها.. بجانب نادٍ رياضي اجتماعي ثقافي هو (نادي الترس الرياضي) والذي يعتبر من أعرق الأندية الرياضية ببابنوسة، تأسس عام (64)، ويمضي إلى أنه كان بالمصنع فرقة موسيقية على مستوى السودان، بها كل آلات العزف ومسرح وملعب كرة طائرة وسلة وتنس طاولة. ويضيف التهامي أن من أسباب الفشل والتوقف هو أن العرب الرحل لم يعتادوا على الاستقرار وفشلت التجربة والإدارة لم تفكر في إنشاء مزارع للأبقار لتوفير الألبان ولم تستطع إقناع العرب الرحل على الاستقرار، لأن تكلفة الإنتاج عالية علاوة على عدم وجود طرق معبدة من مكان الإنتاج إلى المصنع.
* الحلول الآن
الكثير من الحلول بعد نجاح التجربة التشغيلية للمصنع وبعد انطلاقة صافرة التشغيل التجريبي وهدير ماكينات الغلايات على طاولة حكومة ولاية غرب كردفان، حتى تفعل دائرة الإنتاج، وذلك بتوريد الصمغ العربي وتجفيفه وتصديره، بعدها يمكن الاستفادة من المصنع في تجفيف الألبان أو الكركدي أو أي مادة أخرى يستفاد منها وإنتاجها كمادة بدرة جاهزة للتصدير وليس كمادة خام كما في السابق، ليكون منتجاً سودانياً كامل يستفاد من قيمته المضافة، بجانب فتح باب سوق العمل للعديد من المواطنين من عمال وموظفين ومهندسين وتجار