نيويورك: صلاح إدريس
قال مدير مركز بناء السلام وحقوق الانسان فى معهد دراسات حقوق الانسان في جامعة كولومبيا والخبير في قضايا العدالة الانتقالية د. ديفيد فيلب أن الرئيس السابق عمر البشير مجرم حرب ويجب أن يحاكم بواسطة المحكمة الجنائية الدولية، وإما أن يتم نقله إلى مقر المحكمة في هولندا وإما أن تأتي المحكمة وتعقد مداولاتها في الخرطوم وإما تعقد محاكمة مشتركة بين المحكمة الدولية وجهات محلية ومفوضية تحدد بواسطة السودانيين. جاء ذلك في الندوة التي عقدت الاسبوع الماضي في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتحدث د. فيليب في الندوة التي أدارها رجل الأعمال البارز حسن عيسى، عن قضايا العدالة الانتقالية وكيفية تحقيقها في السودان في ظل التحديات الحالية. وقال إن الدولة السودانية الوليدة إذا كانت جادة في إنزال العدالة الانتقالية إلى أرض الواقع لابد من مفوضية خاصة بهذا الأمر تحت ثلاثة شروط أساسية هي الحقيقة والتصالح والمحاسبة. ويجب أن تتولى هذه المفوضية القضايا الكبرى التي تحقق العدالة الإنتقالية في السودان. وأن يقر كل مسؤول سوداني بما فعل ويقبل التصالح مع الذات ومع الآخر. وأن يقبل الخضوع للمحاسبة. وهذا ما حدث فى بعض التجارب الأفريقية مثل جنوب أفريقيا ورواندا. وأوضح أن العديد من المسؤولين قد يجد صعوبة فى الإقرار بالجرائم وخاصة ما حدث فى دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة. وأهمية أن يعتذر عن كل هذه الجرائم ويقبل المحاسبة والمحاكمة ويقر أنه لن يفعل ذلك مرة أخرى. كما أشار إلى أن قرار رفع السودان من قائمة الإرهاب لا يمكن أن يتم بدون التعاون الكامل للسودان مع المحكمة الجنائية الدولية التي تعرف إختصاراً بـ آي سى سى Internation Criminal Court وأشار د. ديفيد أن المحكمة تأسست في التسعينات لمحاكمة مجرمي الحرب والرئيس السوداني السابق يعتبر واحد منهم لأنه قتل الآلاف فى كل من دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة.
من جانبه تحدث في الندوة حسن عيسى عن قوة العمل التي أنشئت قبل عدة سنوات من أجل إيجاد حلول لعدد من القضايا السودانية حتى قبل سقوط النظام، وقامت بعدد من الأعمال الجليلة منها المساهمة في رفع العقوبات الإقتصادية ولا زالت تواصل العمل ليل نهار من أجل إزالة السودان من قائمة الإرهاب.
وشارك فى الندوة عدد من المثقفين والناشطين السودانيين وقدموا عدد من الأسئلة منهم مراسل صحيفة الانتباهة فى نيويورك. ورئيس رابطة أبناء دارفور فخر الدين التجاني وممثل حزب الأمة في نيويورك الأستاذ عثمان أبو جنة والأكاديمي البارز الأستاذ الدكتور محمد بابكر. والهادي الشيخ الناشط والمهتم بالسياسة الأمريكية وتأثيرها على السودان.
الجدير بالذكر أن وفد رفيع من المشاركين في الندوة قاموا بزيارة السودان الشهر الماضي برئاسة كل من حسن عيسى التجانى ممثلاً للجالية السودانية والدكتور ديفيد رئيس مركز حقوق الانسان فى الجامعة. وإلتقى الوفد بعدد من المسؤولين السودانيين فى وزارة العدل والنائب العام والهيئة القضائية. بجانب عدد من المنظمات الطوعية وبعض الشخصيات السودانية العاملة في هذا المجال الحيوي وخاصة بعد سقوط نظام البشير.