تدهور العلاقة الدولية بين تركيا و السودان بسبب مواقف سياسية - SUDAFANS

عاجل

الجمعة، 20 مارس 2020

تدهور العلاقة الدولية بين تركيا و السودان بسبب مواقف سياسية


أنقرة تجد صعوبة في الاستثمار بأعمالها في السودان في ظل حكومة انتقالية انبثقت من الشعب وما يزيد من هذه الصعوبات هو التقارب السوداني المعلن مع إسرائيل.
اعتبرت أوساط سياسية أن محاولات استثمار تركيا عدم استقبال الخرطوم لرحلة طيران قادمة من إسطنبول وعلى متنها أكثر من 30 سودانيا، بسبب الحظر المفروض على القادمين إلى البلاد جرّاء فايروس كورونا المستجد، هي مجرد محاولة لتشتيت الانتباه عن عزلة أنقرة التي بدأت تضيق أكثر بسبب سياساتها تجاه الدول العربية التي كانت حاضنة لمخططاتها في المنطقة.
العرب اللندنية – سعت تركيا مرة أخرى إلى تسميم العلاقات مع دول عربية كانت تعدّ حاضنة للإسلاميين وآخرها السودان، الذي بدأ يبتعد تدريجيا عن فلك أنقرة في ظل الرئيس رجب طيب أردوغان بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق عمر البشير.
وتظهر في الأفق بوادر أزمة دبلوماسية قد تطول بسبب الإجراءات الاستباقية للسودان لمواجهة أخطار فايروس كورونا المستجد.
ومنذ صعود حزب العدالة والتنمية إلى سدّة الحكم في 2002 بدأت أنقرة تُبدي اهتماما لافتا بالسودان ليس فقط لكون النظام الذي كان يحكم البلد ذا مرجعية إسلامية، بل وأيضا لجهة موقعه الجغرافي، والثروات الطبيعية التي يكتنزها، والتي كانت أحد الدوافع الرئيسية لتمتين العلاقات مع الخرطوم.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية، تسجيلا مصوّرا لمجموعة من المسافرين السودانيين العالقين في مطار إسطنبول كمسافرين قدموا من بلد ثالث في طريق عودتهم إلى بلدهم الأصلي، السودان.
ولاقى التسجيل تفاعلا واسعا بسبب ظروف تعامل السلطات التركية مع المسافرين ولاسيما السودانيين على متن الرحلة التي عادت من الخرطوم.
وكانت السلطات السودانية قد اتخذت قرارا قبيل إقلاع الطائرة المتوجهة من مطار إسطنبول إلى الخرطوم بعد تسجيل أول حالة وفاة نتيجة الإصابة بفايروس كورونا بإغلاق كافة المعابر والمداخل الحدودية أمام حركة الدخول والخروج من البلاد.
وتسبب القرار السوداني الذي لم يأخذ بالحسبان ضرورة إعطاء مهلة زمنية لعدة أيام قبل تنفيذه، على ما يبدو في تداعيات سلبية على جميع المسافرين إلى السودان من مطارات العالم، بمن فيهم الذين كانوا في أجواء دول أخرى رفضت الخرطوم السماح للطائرات التي تقلّهم بالدخول إلى أجوائها
وكشف مسافرون سودانيون في بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك من داخل الطائرة التركية في مطار إسطنبول، أن عددهم 33 مسافرا وقد أبدوا انزعاجهم لعدم استثنائهم من قرار غلق الأجواء.
وكان هؤلاء قادمين من بلد ثالث في طريقهم إلى السودان، ولا يمتلكون مستندات تسمح لهم بالإقامة في تركيا إلى حين انتهاء الحظر على دخولهم بلدهم، بالإضافة إلى أن أنقرة لم تعد تسمح لأحد بالدخول دون إجراءات الحجر الصحي المعمول بها في جميع دول العالم.
ومن الواضح أن أنقرة تجد صعوبة في الاستثمار بأعمالها في السودان في ظل حكومة انتقالية انبثقت من الشعب بعد أن أطاح الجيش بالبشير في أبريل الماضي عقب احتجاجات عارمة على سوء إدارة حزب المؤتمر الإسلامي لدواليب الدولة.
وما يزيد من هذه الصعوبات هو التقارب السوداني المعلن مع إسرائيل بحثا من الخرطوم على الانفتاح على العالم وهو ما توج برفع الحظر الأميركي على السودان بشكل شبه كلي.
والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فبراير الماضي رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان في العاصمة الأوغندية كمبالا، حيث اتفق الطرفان على بدء التعاون المشترك تمهيدا لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل والسودان اتفقا على بدء تطبيع العلاقات وذلك بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي مع رئيس مجلس السيادة السوداني خلال زيارة لأوغندا.
منذ صعود حزب العدالة والتنمية إلى سدّة الحكم في 2002 بدأت أنقرة تُبدي اهتماما لافتا بالسودان ليس فقط لكون النظام الذي كان يحكم البلد ذا مرجعية إسلامية، بل وأيضا لجهة موقعه الجغرافي
وملف تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان ليس حديث العهد حيث يعود إلى زمن البشير، وجرت بين مسؤولي البلدين لقاءات عدة في عدة مدن بينها إسطنبول التركية للتمهيد لها. وسبق وأن طرحت التشاد العام الماضي الوساطة بين الجانبين.
ويأمل السودان الجديد في أن يفضي التطبيع مع إسرائيل إلى تشجيع الإدارة الأميركية على دعمه في المرحلة الانتقالية الصعبة التي يمر بها وخاصة في علاقة بشطبه من لائحة الدول الداعمة للإرهاب، التي تعوق حصوله على مساعدات وتنفر المستثمرين الأجانب.
ويتوقع محللون بأنه على ضوء هذه النقلة الحاصلة على الخط الإسرائيلي السوداني أن تقدم واشنطن على هذه الخطوة.
ويكافح الاقتصاد السوداني منذ انفصال الجنوب في 2011، آخذا معه ثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفط. وخفّض السودان قيمة عملته الجنيه بشكل حادّ في أكتوبر، بعدما شكّلت الحكومة لجنة من بنوك وشركات للصرافة لتحديد سعر الصرف على أساس يومي.
وتشكّل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان مدخلا لدول مثل تركيا لزيادة استثماراتها في هذا البلد، بحوافز جدّ مغرية. ويرى مراقبون أن أنقرة التي تطمح إلى تعزيز نفوذها الإقليمي والدولي، تتخذ من الاستثمار الاقتصادي والعمل الخيري مدخليْن أساسييْن للتغلغل في الدول، خاصة تلك التي تعاني أزمات.

المصدر: المشهد