نعى رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي الراحل فاروق أبوعيسى الذي حدثت وفاته يوم الاحد وورى الثرى بمقابر البكري بأمدرمان. وقال المهدي: (توفي اليوم المناضل الجسور الأستاذ فاروق أبو عيسى. لقد كان فقيدنا علماً من أعلام النضال الوطني، صامداً في وجه الطغيان المباد. ومهما تعددت الاجتهادات السياسية، فإن البلاد اليوم توجب اصطفافاً وطنياً من أجل بناء السلام والديمقراطية والتنمية، فلا صوت يعلو فوق صوت الوحدة الوطنية. رحمه الله الذي وسعت رحمته كل شيء، وأحسن عزاء زوجه نعمات، وبنتيه نهلة وأمل، وسائر أفراد أسرته الخاصة، وزملائه في العمل العام).
من جانبه نعى زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، مرشد الختمية، المناضل الرمز السياسي والقانوني والوطني فاروق أبوعيسى. وعدَّ مولانا الميرغني، في بيان صادر، من مكتبه في القاهرة، وفاة أبوعيسي بأنها خسارة كبيرة للبلاد وفقد للسياسة. وعدَّد مناقب الفقيد ومساهماته في العمل الوطني بالسودان والمنطقة العربية.وقال “إن حياة الفقيد كانت حافلة بالعطاء والإسهام الفاعل في مختلف الميادين” ووصفه بأنه كان من الرموز الوطنية المخلصة قضي عمره متمسكاً بمبادئه وأميناً لوطنه ووفياً لأصدقائه. وأشاد الميرغني باسهامات الفقيد المتميزة خلال فترة عمله مساعداً له كرئيس للتجمع الوطني الديمقراطي.
ونعى رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الشرعية الثورية الشريف صديق الهندي الراحل أبوعيسى وقال الهندي: (الأستاذ فاروق أبوعيسي السياسي المخضرم والقانوني الضليع والوطني الاصيل، هكذا عرفته منذ خمسين عاماً لم تزده الأيام إلا علواً و نضالاً و حباً لوطنه وأهله كان رجل سياسي يتوكأ علي قوة صمود واضحة واطلالة جذابة كان يمثل بركانا في وجة التحديات والاختبارالسياسي يعطيك الاحساس القوي بانه دخل الي قلب الساحة السياسية علي نمط اجتياح العاصفة الكونية لم يدخل بهدوء وسكينة كما يفعل الظل. وكان يتحدث عن الثورة ورفع الوعي لدي الانسان السوداني في ظل توليفه سياسية معافاة تكرس لوازم الوحدة الوطنية وتطبيق الحرية والديمقراطية والسلام الاجتماعي فعلا لا قولا.تعازي للأسرة راجيا لهم الصبر و حسن العزاء و لعموم الزملاء العديدين ومعارفه وأصدقائه داخل وخارج السودان، ولأسرته الأعظم وطنه.
ونعى سفير جمهورية مصر العربية بالخرطوم السفير حسام عيسى الراحل أبو عيسى بكلمات جاء كالآتي: (بمزيد من الحزن والأسى ننعى، القانوني والرمز الوطني السوداني فاروق أبو عيسى، والذي رحل عن دنيانا بعد حياة عامرة بالعمل الوطني الملتزم والرؤية الكاملة لوحدة عربية ظافرة، ومسيرة نضالية في مختلف قضايا بلاده، والعزاء للشعب السوداني الشقيق ونسأل الله أن يجعل مثواه الجنة، ويلهمنا كشعبين شقيقين الصبر وحسن العزاء، في فقد عظيم لوادي النيل، وله الرحمة بقدر جليل عمله وجميل عطائه الإنساني والسياسي والإجتماعي.
وولد أبوعيسى بمدينة ود مدني عام 1933، ودرس بمدرسة حنتوب الثانوية وفيها التحق بالحزب الشيوعي السوداني عام 1950. وشارك في حكومة مايو بقيادة جعفر نميري وتقلد فيها منصب وزير الخارجية .وفي عام 1983 فاز بمنصب الامين العام لاتحاد المحامين العرب . بعد قيام انقلاب الانقاذ هاجر الى مصر، وأعيد انتخابه لعدة دورات لامانة اتحاد المحامين العرب حتى عام 2003م. عاد للسودان عام 2005، بعد اتفاق السلام الذي وقعه حكم الانقاذ مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق، واصبح عضوا في البرلمان. وتولى أبوعيسى رئاسة الهيئة العامة لتحالف قوى الاجماع الوطني.