كشف وزير الزراعة والموارد الطبيعية المكلف د. عبد القادر تركاوي عن تعرض مساحات كبيرة للغرق، وذلك نتيجة للفيضانات والسيول التي اجتاحت البلاد أخيراً، واعلن عن غرق (٦٠٠) الف فدان بالمياه، إضافة إلى وجود مساحات لم يتم حصرها بسبب غمر المياه لها وبالتالي صعوبة العمل عليها، وتوقع ضعفاً في الإنتاجية لنمو كثير من الحشائش في حال عدم تنظيفها، وأكد أن مزارع الخضر والفاكهة دمرت بنسبة ١٠٠٪ بسبب الفيضانات، مشيراً الى ان مشروع الجزيرة يحتاج الى حوالى مليار دولار لاعادة تأهيله، موضحاً ان النظام البائد خلف تهالكاً في البنية التحتية للقطاع، وغير ذلك في هذا الحوار معه
] بداية حدثنا عن سياسة الوزارة لتطوير القطاع؟
ــ سياسة الوزارة تنبع من الدولة التي تهدف لزيادة الإنتاج والإنتاجية للمحاصيل عبر التشجيع، والعمل على تنمية محاصيل الصادر وزيادة إنتاج محاصيل الوارد لزيادة حصائل العملات الصعبة والتخفيف من استهلاك العملات الأجنبية، بجانب رفع كفاءة الإنتاج خاصة في المشروعات المروية، إضافة الى مساعدة ودعم صغار المنتجين لزيادة دخلهم، وهذا يأتي من خلال تقديم المساعدات العينية ودعمهم بالمدخلات المختلفة وتكوين الجمعيات التعاونية .
] ما هي المعيقات التي تواجه عمل الوزارة؟
ــ أهمها الاحتياجات المالية للوزارة، وشح وسائل النقل وصعوبة الحصول على المدخلات خاصة المستوردة من أسمدة ومبيدات، فضلاً عن صعوبة الحصول على الوقود وتوزيعه لجهة أنه يسرب بالتهريب، وبرز تحدٍ جديد في نمو الحشائش بصورة كبيرة بسبب كثرة الأمطار، مما يصعب تنظيفها الأمر الذي يعمل على ضعف الإنتاجية.
] كم يبلغ عدد المساحات التي تضررت جراء السيول والفيضانات؟
ــ غمرت السيول والفيضانات (٦٠٠) الف فدان من المساحات المزروعة، إضافة الى ان هناك مساحات كبيرة لم تستطع الوزارة حصرها لغزارة المياه بها، منها مساحات على ضفاف النيل الازرق لمزارع وأشجار فاكهة، ولكن يمكن استعادة جزء منها، أما مزارع الخضروات فقد دمرت بنسبة ١٠٠٪ ولا يمكن معالجتها إلا عبر زراعتها من جديد .
] كيف يتم تعويض المزارعين المتأثرين بالفيضانات؟
ــ قدمت الوزارة دعماً للمتضررين عبر توفير تقاوى سريعة الانبات وتجهيز الشتول، إضافة الى تكوين آلية لدعم المتضررين بمشاركة وزارة الزراعة والمالية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية (الفاو)، فضلاً عن مشاركة القطاع الخاص ومنظمات مدنية اخرى، وسيتم تحديد كميات المدخلات المطلوبة مع لجنة فنية من الوزارة، وتم عرض الاحتياجات على مجلس الوزراء لتلقي الدعم مع حصر الوزارة خسائر السيول والفيضانات .
] كم يبلغ حجم المساحات التي تمت زراعتها في العروة الصيفية؟
ــ الموسم الحالي بصفة عامة نجح بصورة جيدة في ما يتعلق بالتحضيرات، ومجمل المساحات التي زرعت تبلغ أكثر من ٩٠٪ من المساحات المستهدفة البالغة (٦٣) مليون فدان .
] أثيرت اخيراً أنباء عن جود آفات هاجمت المساحات المزروعة في الموسم الصيفي الحالي؟
ــ ظهرت مجموعة قليلة من الطيور التي هاجمت محصول الذرة، وتمت مكافحاتها عبر رش المبيدات بالطائرات التي وفرتها ثلاث شركات للوزارة، وفي المقابل تم استلام دعم من بعض المنظمات كاليوناميد لإمداد مكافحة الآفات بعدد من السيارات للقضاء على الجراد الصحراوي في حال ظهوره، علماً بأن البلاد محاصرة بآفة الجراد من دول الجوار، وحقيقة السودان قضى على هذه الآفة بشكل ممتاز، ويسعى حالياً لنقل تجربته في كيفية مكافحة الآفات للدول المجاورة.
] هنالك شكاوى من المزارعين بشأن اضراب البنك الزراعي وعدم تسليمهم سلفة التمويل.. هل تم حل المشكلة؟
ــ نعم… تم حلها جزئياً برفع الاضراب، ولكن من المتوقع ان يعود مرة اخرى لوجود مشكلة في التمويل للبنك الزراعي، وما حدث ان البنك طالب بمبلغ من وزارة المالية ولم تقم المالية بعملية الدفع، ولرفع الإضراب تم الاتفاق مع بنك السودان ليتم التمويل وتكوين مجلس إدارة جديد للبنك الزراعي، وأهم بند لأول اجتماع للمجلس هو حسم موقف اضرابات العاملين لحل المشكلة .
] يظل التمويل الزراعي احدى نقاط ضعف القطاع؟
ــ هنالك مشكلات في التمويل من البنك الزراعي والتمويل الرسمي، لجهة أنه يحتاج الى أموال ضخمة، والشق الاكبر في الزراعة التعاقدية لبعض الشركات الخاصة انها تتعاقد مع المزارعين وتتحمل جزءاً كبيراً من التمويل، و٩٠٪ من التمويل الرسمي يأتي من البنك الزراعي إضافة لبعض البنوك الاخرى .
] ما هو تقييمكم لتجربة زراعة الأرز في البلاد؟
ــ تمت زراعة حوالى (٢٠) الف فدان للأرز المغمور تقليدياً بولاية النيل الأبيض، وأيضاً زراعة الأرز بسمتي عبر شركة كراون، فضلاً عن تجارب زراعة الارز الهوائي في النيل الابيض وخمس ولايات اخرى، وذلك بالتنسيق مع منظمة جايكا اليابانية لبداية الانتاج الفعلي لزراعة الارز الهوائي في العام القادم بحوالى (٣٠) الف فدان .
] ما هو المبلغ الذي يحتاجه مشروع الجزيرة للتأهيل، وما هي الخطوات التي تمت في هذا الشأن؟
ــ يقدر المبلغ بالمطلوب لإعادة مشروع الجزيرة لسيرته الأولى بحوالى مليار دولار، ونسبة لضعف التمويل تم الاتفاق على ان يتم التأهيل في ثلاث مراحل، وادارة المشروع الآن في طور اعدادها للاولويات، وايضاً تم تكوين لجنة لإعداد قانون جديد للمشروع للبدء في العمل، وقد اصدر مجلس الوزراء قراراً بتكوين مجلس الادارة. وبعد تكوين ادارة جديدة للمشروع تم البدء في العمل مع وزارة المالية ومجلس الوزراء، ويحتاج الأمر لمبالغ كبيرة ويتوفر جزء منها .
] ماذا عن الموسم الشتوي والمساحات المستهدفة؟
ــ بالرغم من البدء في الإعداد للموسم الشتوي بتحديد كميات المدخلات المطلوبة للبنك الزراعي وتوفير التقاوى، إلا ان كيفية نظافة قنوات الري وعدم وجود آليات للنظافة شكل معيقاً في عمليات التحضير للموسم، وتسعى وزارة الري حالياً لتوفير كميات كافية من المياه والعمل على نظافة القنوات.
] كم تبلغ المساحة المستهدفة لزراعة القمح في العروة الشتوية القادمة؟
ــ تم استهداف مساحات لزراعة القمح تفوق حجم المساحات التي تمت زراعتها في الموسم الماضي بـ (٧٥٠) الف فدان، وايضاً تستهدف العروة الشتوية هذا العام ادخال ولايات جديدة لانتاج القمح منها سنار ودارفور، لجهة أنها مناسبة لزراعة القمح، بالرغم من ضعف الإمكانات المالية، ويلعب القطاع الخاص دوراً مهماً في تمويل الموسم، وشركة (زادنا) تستهدف تركيب (3500) جهاز للري المحوري بولاية نهر النيل لزراعة مساحات مقدرة في الموسم الشتوي القادم .
] هل ستتم اعادة النظر في السعر التركيزي لجوال القمح تزامناً مع ارتفاع تكلفة الانتاج لهذا العام؟
ــ في العام المنصرم جاء تحديد السعر متأخراً، ولكن الآن تم تكوين لجنة لتحديد السعر التأشيري، وسيتم الاعلان عنه خلال ايام، وبالتأكيد ستتم زيادة السعر .
] ما هي الخطط الموضوعة لمشروعات الايلولة؟
ــ مشروعات الايلولة تعمل حالياً بكفاءة قليلة، وعملية تأهيلها من أولويات الوزارة، وتلقت الوزارة دعماً من الامارات بمبلغ (٥٠) مليون دولار سيتم تخصيصه لها، هذا بجانب اكتمال كهربة معظم هذه المشروعات خاصة في ولايتي النيل الابيض والازرق اضافة الى طوكر وابو حبل.
] ما هي الاجراءات التي اتبعتها الوزارة في ما يخص ايجار اراضٍ زراعية لفترة (٩٩) عاماً؟
ــ هذه احد الاشياء الموروثة من النظام البائد، ووزارة الزراعة لم تكن على علم بها، والاتفاق كان بين وزارة الاستثمار وبعض المستثمرين الاجانب في فترة وجود النظام السابق، ويتم العمل حالياً بالتنسيق مع وزارة المالية ووزارة العدل لمناقشة هذا الأمر، لجهة ان هذه الاتفاقية غير مقنعة وغير منطقية.
] ماذا عن توطين إنتاج الأسمدة والتقاوى؟
ــ حالياً يتم الإنتاج محلياً ولكن بكميات متواضعة لم تصل الى مرحلة الطموح، وتسعى الوزارة عبر تشجيع القطاع الخاص الى أن يكون للبلاد انتاج محلي، بجانب توطين كل المدخلات وليس في مجال الاسمدة فقط، والجدير بالذكر أن ٩٠٪ من التقاوى انتاج محلي، ووصلت البلاد للاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل منها بذور القمح التي كانت تستورد وذلك لفترة حوالى أربع سنوات .
] ما مدى صحة اتهامك بجلب تقاوى منتهية الصلاحية لزهرة عباد الشمس واستخدامها في الاستهلاك الآدمي؟
ــ هذا كلام فارغ وليس لديه أي أساس من الصحة، ولدينا مستندات تثبت عدم وجود اي فساد، ويمكننا توفيرها لكم .
] حين تقلدتم منصب الوزير هل وجدتم شبهات لفساد مالي او اداري؟
ــ قطعاً لا يوجد اي نوع من الفساد منذ قيام الثورة، سواء للوزير السابق او لشخصي الآن، وكل قضايا الفساد ترجع للنظام السابق .
] إلى أي مدى تدهور القطاع في فترة النظام البائد؟
ــ حدث تدهور كبير ادى الى تهالك البنية التحتية والنظم الزراعية وكل ما يشجع على الانتاج الزراعي، وقد ورثنا تركة ثقيلة ولكننا نحاول تجاوزها.